الســـــم.. في العســـــــل!
كتبت : منـي حـرك
حتي العسل طاله السم, بسبب الإسراف في استخدام كيماويات رخيصة في علاج أمراض النحل, فحولته من كونه شفاء للناس إلي ضرر بسبب إهمال النحالين, هذه النتيجة رصدتها دراسة أجريت بالهيئة القومية للرقابة والبحوث الدوائية محذرة من تناول معظم عسل النحل المنتشر في الأسواق لاحتوائه علي مواد مضرة بالصحة.
أكدت ذلك الدكتورة زينب الشريف أستاذ الكيمياء بالهيئة من خلال الدراسة التي شملت تجميع30 عينة من العسل الأبيض من معظم محافظات مصر بالاشتراك مع الدكتورة إيناس سعد بقسم السموم بالمركز القومي للبحوث, وتم تحليل هذه العينات, وشملت عينات عضوية, أي أن المفترض أنها خالية من أي مواد كيماوية,
لكن تم اكتشاف أن جميع العينات إضافة إلي التتراسيكلين وبعض السلفات, تحتوي علي مركبات الكلورامفينكول غير المصرح بها عالميا حيث أثبتت الأبحاث أن هذه المادة تسبب أنيميا خبيثة وتؤثر في العمود الفقري, والمشكلة أن الغالبية العظمي من مربي النحل يستخدمون هذه المادة لعلاج أمراض النحل وخاصة التعفن الحجري, حيث يضعونها في المحلول السكري الذي يتناوله النحل لانخفاض تكلفتها حيث لاتتعدي تكلفة الشريط جنيها واحدا بسبب حظره عالميا, علما بأن هذه المادة لاتسبب مشاكل للنحل, غير أنها تسبب تأثيرا تراكميا ضارا علي صحة الإنسان, وكانت تستخدم في الحالات المتأخرة من مرض التيفود وفي بعض قطرات العيون.
ناشدت الدكتورة زينب الشريف جميع منتجي النحل بالتوقف عن استخدام هذه المادة واستخدام بدلا منها مادة فوسفات التيلوزين التي أقرتها منظمة الأغذية والدواء الأمريكية, وهي متوفرة في الأسواق المصرية وتكلفتها بسيطة وآمنة علي الإنسان وتحمي النحل من كل الأمراض.
ويقول الدكتور حمدي طاهر أبو العينين رئيس قسم بحوث النحل بمركز البحوث الزراعية إن مصر تمتلك حوالي مليون و700 ألف خلية نحل وبدأ منذ فترة يظهر مرض التعفن الحجري الأمريكي الذي يصيب حضنة النحل, وعلاجه الوحيد حرق الخلية المصابة حتي لا تقضي علي النحل بالكامل, وحاولنا أن نشرح للنحالين أهمية التحصين بمادة فوسفات التيلوزين بدلا من مادة الكلورامفينكول والتوصية باستخدامها خلال الشتاء,
وأن لا يتم وضعها في المحلول السكري حتي لا تضاف للتغذية, بل يجب وضعها في صورة عجينة مكونة من سكر بودرة مضافا إليها التيلوزين بنسبة0.5% حتي يستهلكها النحل في التغذية بحيث يكون العسل آمنا, ولكن المشكلة أن النحالين لم يلتزموا بهذه التوصيات, لذلك لابد من وجود رقابة شديدة حتي نضمن سلامة العسل وأن يكون آمنا ونظيفا وخالي امن متبقيات هذه الكيماويات الضارة, وبناء علي نتائج هذا البحث المذكور سنبدأ من خلال القسم في تحليل عينات عسل علي مستوي الجمهورية للتأكد من خلوها من أي مواد ضارة حفاظا علي صحة الإنسان.