ميكروباص العتبة - دوران شبرا
السيارة تحمل ثلاثة أضعاف طاقتها كالمعتاد، وهو "يأمرك" ويعمل "غرز" كان السائق يدندن مع شعبان عبد الرحيم (خذ بالك من الفراخ لو جالها في يوم زكام.. وفضي العشة خالص من البط ومن الحمام.. وهييييييييه)!، يصيح الراكب المحشور في آخر كرسي:
- يا عم ارحمنا من الجدع بتاع العِشّة ده.. حمام وبط مين يا أبويا.. ده أنا بقالي شهرين واعد ولادي أعزمهم على عربية فول وبعدين رجعت في كلامي لما لقتني هأتكلف 10 جنيه!
ترد السيدة ضخمة الحجم المسنودة على الباب:
- على قولك يا أستاذ.. ده الواحد من كتر الغلب اللي فيه والله العظيم بدأت أفكر أعمل زي الناس دول اللي بيبيعوا -بعيد عن السامعين- أعضاءهم!
يتمتم جارها النحيف في المقعد وهو يكتم ضحكته:
- والله يا حاجة إنت لو بعتي أعضاءك هتعيّشي أولادك في قصور وهتخليهم يركبوا الأوتوبيس المكيف بدل ما المترو يقفل عليهم وهم بيركبوه!
السيدة الضخمة:
- الدور والباقي عليك إنت.. ده إنت لو بعت أعضاءك.. هتعيّش ولادك في سلف ودين طول عمرهم!
يضحك كل الركاب، قبل أن يقول الجالس في آخر كرسي من جديد:
- بس والله الموضوع مغري.. إيه المشكلة لو الواحد عاش بكِلْية طالما التانية هتجيب له عشرين تلاتين ألف جنيه.. وبعدين أهو الواحد يبيع التانية كمان لو اتزنق.. ويبقى يشتري واحدة استعمال خارج!
ينظر له الرجل الجالس إلى جوار النافذة في ضيق قائلا:
- يا راجل حرام عليك.. استغفر ربنا.. ده الإسلام وكل الأديان التانية مش بتحلل موضوع بيع الكلاوي والكبد البشرية ده..
- أمال عمليات التبرع اللي بنسمع عنها دي إيه بقى؟
- أديك قلت.. تبرع.. يعني من غير فلوس.. إنسانية يعني.
- إنسانية؟ هأو .. طب وأنا هأستفيد إيه على كده.. يعني الحكومة بتشكي من الزحمة نقوم إحنا نساعد بعضنا في إننا نعيش!
- قلبك قوي على الحكومة!
- يا عم أهو من غلبي..
يتدخل السائق في الحوار لأول مرة قائلا:
- طب واللي يرجع في كلامه؟!.. من يومين لسه كنت قاعد في القهوة والواد "قط الليل" قال لي إن فيه واحد متريّش قوي.. عاوز حد يبيع له كليته على كام بقى؟ 35 ألف جنيه.. ها.. مين ناوي؟
يصمت كل ركاب الميكروباص فجأة ولا يتفوه منهم واحد بكلمة.. فيرفع السائق صوت "شعبان عبد الرحيم" وهو يؤكد: "وتملي اغسل إيديك.. والفرخة ما تاكلوهاش إلا لما تتغلي.. وهييييييييه"!
***
"يجوز تبرع إنسان حى بجزء من جسده لا يترتب على اقتطاعه ضرر به متى كان مفيدا لمن ينقل إليه فى غالب ظن الطبيب ولا يباح أي جزء بل الجزء أو العضو الذي لا يؤدي قطعه من المتبرع إلى عجزه أو إلى تشويهه. ويحرم اقتضاء مقابل للعضو المنقول أو جزئه، كما يحرم اقتضاء مقابل للدم؛ لأن بيع الآدمي الحر باطل شرعا لكرامته بنص القرآن الكريم وكذلك بيع جزئه، ويجوز كذلك أخذ جزء من إنسان ميت ونقله إلى إنسان حي، ما دام قد غلب على ظن الطبيب استفادة هذا الأخير بهذا النقل باعتباره علاجا ومداواة".
الفتوى رقم 3372 من موقع دار الإفتاء المصرية
***
الموضوع معقد وحساس جدا..
رأي الدين واضح وصريح فيه تماما..
لا يجوز "بيع" الأعضاء البشرية لإنقاذ حياة شخص أو أكثر
فقط يجوز "التبرع" بها دون مقابل..
و"قانون الأعضاء" معطل في مجلس الشعب منذ أكثر من 12 عاما بسبب الاختلاف حول "تعريف الموت" الذي يمكن بعده الاستفادة من أعضاء المتوفى -في حالة تركه وصية تبيح ذلك- في علاج أشخاص على قيد الحياة..
والفقر وحش وابن ستين في سبعين..
والتجار والسماسرة مستنيين على النواصي والقهاوي والمستشفيات..
واللي بيبيع كليته النهارده لأغنياء مصريين أو خليجيين بيقبض فلوس بتبدأ بعشرة آلاف وبتوصل لـ60 ألف جنيه..
وفيه مصادر في وزارة الصحة بتقول إن حجم تجارة الأعضاء في مصر بيصل سنويا إلى 50 مليون جنيه..
وهو رقم ضخم مفزع زي ما حضرتك شايف..
وغالبا فإن الرقم الحقيقي على أرض الواقع أكبر من ده بكتير..
والأسئلة المرة دي كالتالي..
هل أنت متعاطف مع من باعوا أعضاءهم
بسبب البحث عن الفلوس ومقاومة الفقر؟
هل تعطيهم العذر؟
حتى وأنت عارف ومدرك تماما أن ده حرام؟
وهل تعتقد إن فيه حلول عملية ممكن بيها
نقضي على تجارة الأعضاء البشرية في مصر؟
وإيه هي؟
السيارة تحمل ثلاثة أضعاف طاقتها كالمعتاد، وهو "يأمرك" ويعمل "غرز" كان السائق يدندن مع شعبان عبد الرحيم (خذ بالك من الفراخ لو جالها في يوم زكام.. وفضي العشة خالص من البط ومن الحمام.. وهييييييييه)!، يصيح الراكب المحشور في آخر كرسي:
- يا عم ارحمنا من الجدع بتاع العِشّة ده.. حمام وبط مين يا أبويا.. ده أنا بقالي شهرين واعد ولادي أعزمهم على عربية فول وبعدين رجعت في كلامي لما لقتني هأتكلف 10 جنيه!
ترد السيدة ضخمة الحجم المسنودة على الباب:
- على قولك يا أستاذ.. ده الواحد من كتر الغلب اللي فيه والله العظيم بدأت أفكر أعمل زي الناس دول اللي بيبيعوا -بعيد عن السامعين- أعضاءهم!
يتمتم جارها النحيف في المقعد وهو يكتم ضحكته:
- والله يا حاجة إنت لو بعتي أعضاءك هتعيّشي أولادك في قصور وهتخليهم يركبوا الأوتوبيس المكيف بدل ما المترو يقفل عليهم وهم بيركبوه!
السيدة الضخمة:
- الدور والباقي عليك إنت.. ده إنت لو بعت أعضاءك.. هتعيّش ولادك في سلف ودين طول عمرهم!
يضحك كل الركاب، قبل أن يقول الجالس في آخر كرسي من جديد:
- بس والله الموضوع مغري.. إيه المشكلة لو الواحد عاش بكِلْية طالما التانية هتجيب له عشرين تلاتين ألف جنيه.. وبعدين أهو الواحد يبيع التانية كمان لو اتزنق.. ويبقى يشتري واحدة استعمال خارج!
ينظر له الرجل الجالس إلى جوار النافذة في ضيق قائلا:
- يا راجل حرام عليك.. استغفر ربنا.. ده الإسلام وكل الأديان التانية مش بتحلل موضوع بيع الكلاوي والكبد البشرية ده..
- أمال عمليات التبرع اللي بنسمع عنها دي إيه بقى؟
- أديك قلت.. تبرع.. يعني من غير فلوس.. إنسانية يعني.
- إنسانية؟ هأو .. طب وأنا هأستفيد إيه على كده.. يعني الحكومة بتشكي من الزحمة نقوم إحنا نساعد بعضنا في إننا نعيش!
- قلبك قوي على الحكومة!
- يا عم أهو من غلبي..
يتدخل السائق في الحوار لأول مرة قائلا:
- طب واللي يرجع في كلامه؟!.. من يومين لسه كنت قاعد في القهوة والواد "قط الليل" قال لي إن فيه واحد متريّش قوي.. عاوز حد يبيع له كليته على كام بقى؟ 35 ألف جنيه.. ها.. مين ناوي؟
يصمت كل ركاب الميكروباص فجأة ولا يتفوه منهم واحد بكلمة.. فيرفع السائق صوت "شعبان عبد الرحيم" وهو يؤكد: "وتملي اغسل إيديك.. والفرخة ما تاكلوهاش إلا لما تتغلي.. وهييييييييه"!
***
"يجوز تبرع إنسان حى بجزء من جسده لا يترتب على اقتطاعه ضرر به متى كان مفيدا لمن ينقل إليه فى غالب ظن الطبيب ولا يباح أي جزء بل الجزء أو العضو الذي لا يؤدي قطعه من المتبرع إلى عجزه أو إلى تشويهه. ويحرم اقتضاء مقابل للعضو المنقول أو جزئه، كما يحرم اقتضاء مقابل للدم؛ لأن بيع الآدمي الحر باطل شرعا لكرامته بنص القرآن الكريم وكذلك بيع جزئه، ويجوز كذلك أخذ جزء من إنسان ميت ونقله إلى إنسان حي، ما دام قد غلب على ظن الطبيب استفادة هذا الأخير بهذا النقل باعتباره علاجا ومداواة".
الفتوى رقم 3372 من موقع دار الإفتاء المصرية
***
الموضوع معقد وحساس جدا..
رأي الدين واضح وصريح فيه تماما..
لا يجوز "بيع" الأعضاء البشرية لإنقاذ حياة شخص أو أكثر
فقط يجوز "التبرع" بها دون مقابل..
و"قانون الأعضاء" معطل في مجلس الشعب منذ أكثر من 12 عاما بسبب الاختلاف حول "تعريف الموت" الذي يمكن بعده الاستفادة من أعضاء المتوفى -في حالة تركه وصية تبيح ذلك- في علاج أشخاص على قيد الحياة..
والفقر وحش وابن ستين في سبعين..
والتجار والسماسرة مستنيين على النواصي والقهاوي والمستشفيات..
واللي بيبيع كليته النهارده لأغنياء مصريين أو خليجيين بيقبض فلوس بتبدأ بعشرة آلاف وبتوصل لـ60 ألف جنيه..
وفيه مصادر في وزارة الصحة بتقول إن حجم تجارة الأعضاء في مصر بيصل سنويا إلى 50 مليون جنيه..
وهو رقم ضخم مفزع زي ما حضرتك شايف..
وغالبا فإن الرقم الحقيقي على أرض الواقع أكبر من ده بكتير..
والأسئلة المرة دي كالتالي..
هل أنت متعاطف مع من باعوا أعضاءهم
بسبب البحث عن الفلوس ومقاومة الفقر؟
هل تعطيهم العذر؟
حتى وأنت عارف ومدرك تماما أن ده حرام؟
وهل تعتقد إن فيه حلول عملية ممكن بيها
نقضي على تجارة الأعضاء البشرية في مصر؟
وإيه هي؟