شروط لابد منها لقبول الدعاء
شروط لابد منها لقبول الدعاء: وانتبهوا إلى هذا العنصر الهام؛ لأنه يشتكي كثير من الناس ويقول: دعوت الله ودعوت الله فلم يستجب لي، فما هي الشروط التي لابد منها لقبول الدعاء؟ ......
الإخلاص
أولاً: إخلاص النية وإخلاص الدعاء لله جل وعلا، كما قال سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [غافر:14] الإخلاص سر القبول وهو: تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، والله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً صواباً،والخالص هو: ما ابتغي به وجه لله، والصواب هو: ما كان موافقاً لشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا تنس الآخرة، ولا يشغلك جمع المال عن حقوق الكبير المتعال، هذا هو المراد المقصود.
إطابة المطعم
ثانياً: أيها الأحبة الكرام! أكل الحلال، أن تأكل من الحلال، وأن تشرب من الحلال، وأن تلبس من الحلال، وأن تتغذى من الحلال، واحذر تمرة تأكلها من الحرام، الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي نظرته عائشة رضي الله عنها قلقاً متقلباً في فراشه، فسألته عليه الصلاة والسلام، أتدرون ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: (وجدت تمرة على فراشي فأكلتها، وأخشى أن تكون من تمر الصدقة) فإلى من ملئوا بطونهم بالحرام، اتقوا الله جل وعلا، واعلموا أن الله لا يقبل الدعاء ممن غذي بالحرام، وأكل من الحرام، وشرب من الحرام، ولبس من الحرام. وفي الحديث الجامع الذي رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ولقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً [المؤمنون:51] .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172] ثم ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومأكله حرام، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك) هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم. كيف تأكل الحرام وتدعو ويستجيب الله؟! كيف تلبس الحرام وتدعو ويستجيب الله؟! كيف تشرب الحرام وتدعو ويستجيب الله؟! كيف تتغذى بالحرام وتدعو ويستجيب الله؟! فأنى يستجاب لذلك؟! وذكر الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنهما في كتاب الزهد لأبيه: أن بني إسرائيل قد أصابهم بلاء، فخرجوا إلى الصعيد يسألون الله جل وعلا، فأوحى الله إلى نبيهم وقال: قل لهم: الآن خرجتم إلى الصعيد بأبدان نجسة -نجستها المعاصي والذنوب- ورفعتم إلي أكفاً قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بيوتكم من الحرام، الآن وقد اشتد غضبي عليكم، فلن تزدادوا مني إلا بعداً.
اليقين والثقة بالله
أما الشرط الثالث من شروط قبول إجابة الدعاء: أن يكون الداعي على يقين وثقة بالله جل وعلا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد و الترمذي وغيرهما وحسنه شيخنا الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قلبٍ غافل لاهٍ) يا له من دواء، وكم استمعت إلى شكاوى كثير من المسلمين، يشتكون من طول الدعاء وما ذاك إلا لأن قلوبهم لاهية؛ لأن قلوبهم قد انشغلت وهامت في كل وادٍ، ما تحرك قلبه وما خشع قلبه، وما اقشعر جلده، وما دمعت عينه، وما أحس باللذة في مناجاته لله جل وعلا، فلو استمع إلى خمس دعوات أو عشر دعوات لأحس بالملل والضجر والطول، لماذا؟ لأنه والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من مناجاة ربنا جل وعلا، كيف وأنت تناجي القوي العزيز الكريم: (والله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه).
وأخيراً أيها الأحبة! نقلاً عن الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن الكريم ، قال: مر إبراهيم بن أدهم بسوق البصرة يوماً فالتف الناس حوله، وقالوا: يا أبا إسحاق ! يرحمك الله، مالنا ندعو الله فلا يستجاب لنا؟ فقال إبراهيم : لأنكم أمتم قلوبكم بعشرة أشياء:
1) عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه
2)وزعمتم حب رسوله ولم تعملوا بسنته
3) وقرأتم القرآن ولم تعملوا به،
4)وأكلتم نِعَم الله ولم تؤدوا شكرها،
5) وقلتم: بأن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه
6) وقلتم: بأن الجنة حق ولم تعملوا لها،
7)وقلتم بأن النار حق ولم تهربوا منها،
وقلتم بأن الموت حق ولم تستعدوا له،
9)ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم،
10)وانتبهتم من نومكم فانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم.
إنا لله وإنا إليه راجعون! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
شروط لابد منها لقبول الدعاء: وانتبهوا إلى هذا العنصر الهام؛ لأنه يشتكي كثير من الناس ويقول: دعوت الله ودعوت الله فلم يستجب لي، فما هي الشروط التي لابد منها لقبول الدعاء؟ ......
الإخلاص
أولاً: إخلاص النية وإخلاص الدعاء لله جل وعلا، كما قال سبحانه: فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ [غافر:14] الإخلاص سر القبول وهو: تصفية العمل بصالح النية عن جميع شوائب الشرك، والله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصاً صواباً،والخالص هو: ما ابتغي به وجه لله، والصواب هو: ما كان موافقاً لشرع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن لا تنس الآخرة، ولا يشغلك جمع المال عن حقوق الكبير المتعال، هذا هو المراد المقصود.
إطابة المطعم
ثانياً: أيها الأحبة الكرام! أكل الحلال، أن تأكل من الحلال، وأن تشرب من الحلال، وأن تلبس من الحلال، وأن تتغذى من الحلال، واحذر تمرة تأكلها من الحرام، الرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة من الليالي نظرته عائشة رضي الله عنها قلقاً متقلباً في فراشه، فسألته عليه الصلاة والسلام، أتدرون ماذا قال النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: (وجدت تمرة على فراشي فأكلتها، وأخشى أن تكون من تمر الصدقة) فإلى من ملئوا بطونهم بالحرام، اتقوا الله جل وعلا، واعلموا أن الله لا يقبل الدعاء ممن غذي بالحرام، وأكل من الحرام، وشرب من الحرام، ولبس من الحرام. وفي الحديث الجامع الذي رواه أبو هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ولقد أمر الله المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً [المؤمنون:51] .. يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ [البقرة:172] ثم ذكر صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب! يا رب! ومأكله حرام، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك) هذا كلام النبي صلى الله عليه وسلم. كيف تأكل الحرام وتدعو ويستجيب الله؟! كيف تلبس الحرام وتدعو ويستجيب الله؟! كيف تشرب الحرام وتدعو ويستجيب الله؟! كيف تتغذى بالحرام وتدعو ويستجيب الله؟! فأنى يستجاب لذلك؟! وذكر الإمام عبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنهما في كتاب الزهد لأبيه: أن بني إسرائيل قد أصابهم بلاء، فخرجوا إلى الصعيد يسألون الله جل وعلا، فأوحى الله إلى نبيهم وقال: قل لهم: الآن خرجتم إلى الصعيد بأبدان نجسة -نجستها المعاصي والذنوب- ورفعتم إلي أكفاً قد سفكتم بها الدماء، وملأتم بيوتكم من الحرام، الآن وقد اشتد غضبي عليكم، فلن تزدادوا مني إلا بعداً.
اليقين والثقة بالله
أما الشرط الثالث من شروط قبول إجابة الدعاء: أن يكون الداعي على يقين وثقة بالله جل وعلا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أحمد و الترمذي وغيرهما وحسنه شيخنا الألباني أنه صلى الله عليه وسلم قال: (ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة، واعلموا أن الله لا يقبل دعاءً من قلبٍ غافل لاهٍ) يا له من دواء، وكم استمعت إلى شكاوى كثير من المسلمين، يشتكون من طول الدعاء وما ذاك إلا لأن قلوبهم لاهية؛ لأن قلوبهم قد انشغلت وهامت في كل وادٍ، ما تحرك قلبه وما خشع قلبه، وما اقشعر جلده، وما دمعت عينه، وما أحس باللذة في مناجاته لله جل وعلا، فلو استمع إلى خمس دعوات أو عشر دعوات لأحس بالملل والضجر والطول، لماذا؟ لأنه والله لو طهرت قلوبنا ما شبعنا من مناجاة ربنا جل وعلا، كيف وأنت تناجي القوي العزيز الكريم: (والله لا يقبل دعاء من قلب غافل لاه).
وأخيراً أيها الأحبة! نقلاً عن الإمام القرطبي في الجامع لأحكام القرآن الكريم ، قال: مر إبراهيم بن أدهم بسوق البصرة يوماً فالتف الناس حوله، وقالوا: يا أبا إسحاق ! يرحمك الله، مالنا ندعو الله فلا يستجاب لنا؟ فقال إبراهيم : لأنكم أمتم قلوبكم بعشرة أشياء:
1) عرفتم الله فلم تؤدوا حقوقه
2)وزعمتم حب رسوله ولم تعملوا بسنته
3) وقرأتم القرآن ولم تعملوا به،
4)وأكلتم نِعَم الله ولم تؤدوا شكرها،
5) وقلتم: بأن الشيطان لكم عدو ولم تخالفوه
6) وقلتم: بأن الجنة حق ولم تعملوا لها،
7)وقلتم بأن النار حق ولم تهربوا منها،
وقلتم بأن الموت حق ولم تستعدوا له،
9)ودفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم،
10)وانتبهتم من نومكم فانشغلتم بعيوب الناس ونسيتم عيوبكم.
إنا لله وإنا إليه راجعون! أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم